Sunday, April 25, 2010

رسائل تكتب اليه



1
صديقى..اقولها فهى البذره التى انبتت براعم حبى النادى الذى اهديه اليك إن قبلت ان تذهر فى ربوع قلبك محبتى الخالصه اليك.

صديقى أكتب اليك ولا اعرف لماذا تُكتب الاحاديث؟ فكل ما يدور بين قلبى والقلم هو همسات تنطقها ذفرات العاشقين من حر الاشواق المحتقنه فى قلوبهم.

صديقى اكتب اليك و الخواطر تتخاطفنى فلا ادرى من اى مرفء ابحر بكلماتى اليك او الى اى مرسى تحلم اشرعتى ان تسترخى فى احضانه.

صديقى ..لا ادرى لماذا تضيق لغة الضاض بما رحبت حين نرغب فى ان نروى اسرار وجداننا لمن نهفو لأن نرى ضى صورتنا فى عيونهم.

صديقى .. اكره البدايات فهى علي عسيره العثور.. فدئما ترهقنى وتلهينى عن بواطن الامور عما يستحق ان يقال

صديقى ..طالت سطورى عليك وليس فيها ما يستحق ان تقراءه فما هى سوى حيرة فتاه محبه تغلف ما بها بوشاح الصداقه لتخفى حمرة خجلها وهى فى حضرة حبيبها الذى تدرك انه دئما لا ياخذ احاديثها على محمل الجد ..دئما يرها طفله عابثه سيأتى اليوم لتفيق من عبثها لترى ان طريقها لقلبه ليس بالصعوبه التى تتصورها وانما هذا الطريق فى الاصل محض سراب يتراقص فقط فى عيونها

صديقى تلك الفتاه تعلم ذلك ولكنها لا تزال رغم نضجها تؤمن بالقصص الخياليه ..تؤمن بالحصان الابيض ذو الاجنحه..تؤمن بالنهايات السعيده ..تؤمن بالسهام المنطلقه بين القلوب..تؤمن انها ترى لمعة العيون وتعرف سببها.

لم يخطئ هو حين تعرف على رقرقة الطفوله فى نظرتها الحانيه اليه..طفله هى ام كانت انثى ناضجه فهى فى كلتهما ينبض قلبها فقط بحبه الذى يحيطها كشلال يتهدى فوق جسدها المرتعد مما ينغمر به من احاسيس لم يعتد ان يختبرها

صديقى .. سأتوقف الان فقلمى اصبح اكثر جرئه مما كنت اظن فيه وحتى لا يصيبك الملل من كلماتى المتواضعه فكل ما ارغب به يا صديقى هو ان تغفو احلامى الصغيرات بين
راحتيك فأطمئن انها ستسبح فى فضائك وحدك وهذا جُل ما اطمح فيه


2

اكتب اليك يا صديقى غير عابئه بالرد على رسائلى.غير عابئه إن كان قلبى لم يزل ضارع على اعتاب قلبك ينشد ترانيم المحبه.

اكتب اليك وكل سعادتى فى أن عيناك ستمر فوق حروفى المرسومه بقلم يرهقه ارتعاشة اناملى وهى تحتضنه لتبث من خلاله احاسيس لا تتجرء شفاهى على البوح بها.

صديقى ..لا اعلم لما تختبر محبتى لك ؟ لما تصر ان تحادثنى بما لا ارغب ؟ بما لا يدخل على قلبى السعاده ؟ وانا هنا لا اتحدث عن احاديث المحبين فهذا ما لا انتظره منك.
وانما ما يحزننى ان اراك مستمتع وانت ترى الغضب يتراقص فى عيناى وانت على يقين انى لن اخرجه اليك.

صديقى .. لما ترغب فى ان اكون خانعه تماما فى حضرتك. ألآ يكفيك ان قلبى المتمرد ترك كل معاركه خلفه والقى اسلحته امامك والبس نفسه الرهبنه ليعتكف فى محراب عيناك يبتهل.

صديقى.. هل للرهبان ان يشكوا؟ هل للرهبان ان يعتبوا ؟

صديقى.. قلبى وعقلى كالقمر والشمس
فالقمر بضوءه المخملى يمزج الحقيقى بالاحلام فكل شئ يتألق فى حضرته . يطلعك على كل ما ترغب فيه او تتمناه..
اما الشمس..فهى عين الحقيقه لا تطلعك إلا على ما هو موجود سواء كان يرضيك ام لا.

وانا يا صديقى بينهما حائره هل اصدق روعة ما ينسجه قلبى من سعاده استمد منها انفاس الحياه بداخلى ام استمع الى صوت العقل الصاخب الصارخ فى أن هناك ما يجب ان يُدرك برغم من انه لن يلقى الرضى فى نفسى.

صديقى .. مره اخرى تطول عليك سطورى و يصيبك الملل منى واناملى تأسر القلم بينها فهى لا ترغب فى ان تتوقف عن رسم الاحرف و الكلمات ذات الحظ العظيم فى ان تحظى بلحظات من اهتمامك

3

صديقى..الكتابه اليك لها طقوس..فى ليست بالشئ العارض او الاعتيادى وانما هى اكثر شئ مميز يشرق بها يومى.

حين اكتب اليك ..احضر فنجان قهوه بجوار القلم والورقه..اطلق العنان لشعرى لينطلق من قضبان ضفائرى..احرر الانثى بداخلى واطالع صورتك على هاتفى اغمض عيناى عليها لأحتضنها بين جفونى..اتلمس سطور ورقتى واداعب بأناملى القلم ثم اضمه برفق بينها لارسم حروف كلمة " صديقى" الاغلى على قلبى.

صديقى ..اجمل ما فى فنجان قهوتى هو حين انتهائى منه فأطالع تلك النقوش التى ترسم حروف اسمك بوضوح يلاحظه اى احد ينظر اليه..فلا احتاج الى عرافه او الى قارئة فنجان لأراك ترتسم داخل فنجانى..بالطبع تبتسم غير مصدق ..ولكن دعنى اقول شئ لن تصدقه ايضا..انا اقرء حروف اسمك بفنجانى حتى قبل ان اعرفك..وكانت امنياتى الطفوليه تنبئنى ان صاحب الاسم سيكون رجل حياتى وفارسى المنتظر.

صديقى ..حين يقول نزار فى اجدى قصائده " يا كل الحاضر والماضى يا عمر العمر؟" كنت افكر كيف يكون الحبيب كل الحاضر والماضى؟ كيف يكون..حتى قبل ان ياتى؟
ولكن يا صديقى هذه مجرد اسئله لقلب لم يذق بعد طعم الحب .. ولم يبالغوا حين وصفوا نزار انه يكتب بلسان أنثى..فالانثى يا صديقى حين ينساب ينبوع الحب بداخلها توقن انها كانت مغرمه منذ ان كانت فى الاحشاء تتكون..

فالانثى يا صديقى تولد مرتين ..الاولى من رحم امها والثانيه فى احضان رجل تحبه وما بين الميلاد الاول والثانى حياه بلا معنى.. شتاء..يتدثر فيه برعمها بنتظر ربيعها الذى ينطلق بميلادها الثانى فتتفتح فى رشاقه باللوان رقيقه ناصعه.

صديقى..اتعلم حين اضم صورتك فى عيونى اشعر كأن الحياه تبث فى روحى من جديد فملامحك المنقوشه بدقه تذداد عمقا مع كل نبض بقلبى.

صديقى ..فى كل مره تطول سطورى اليك ولكن ليس بيدى حيله فى ذلك فكل ما يدور فى فضائك الواسع لا ينتهى فكيف يكون لسطورى الهذيله اليك انتهاء؟

4

صديقى.. كل ما افعله هو ان استقبل صباحى بصوتك لتأذن لشمس يومى بالسطوع وفى المساء اتلمس فى صوتك طريقى لأحلام انت سيدها..ان كان هذا بالكثير فاغفر لى طمعى..اغفر لى ثرثرتى..اغفر لى هدرى لوقتك..اغفر لى عبثى.. ولكن رجاءً لا تغفر لى رسائلى فهى ذنب لن اتوب عنه.

صديقى .. انى اصدقُك القول حين انبئك بشغفى بك و اصدقك القول وقسمى يؤيدنى اننى لم اختر ذلك ..حتى انه لم يكن لى حيله فى امرى وكأن ينبوع محبتك انفجر فى صحرائى ليغمرها ربيعاً

صديقى .. بقدر علمى ان ليس لى يد فيما يختلج فى قلبى اعلم جيداً ان ليس لك ذنب فى كل ذلك.

صديقى .. لا اقصد بثرثرتى ان بث فى محيطك حزنً من اى نوع و انما كل ما فى الامر انشُد ان تتامل فى حال قلبى الخاشع فى محرابك ..و رغم ذلك ..فإن رائيت ان حالى هذا خيرا لى فتحمل تعلمى البطيئ لمناسك الصبر

5

صديقى.. إن الشك و الثقه فى نفس الانسان لها بذور و للانسان ان يختار ايهم يروى وينمى.. وقد قررت ان انمى بداخلى بذرة الثقه بداخلى ان غدك ملكى ولى و معى ولن اشغل بالى بالاسئله المقيته مثل كيف ولماذا او متى؟ وانما سأهتم ان اروى هذه البذره بمحبتى الصافيه و اخلاصى لك.
فـأنا التى احبتك قبل ان تعرفك كما لم تحب فتاه رجلا قط..وانا التى خافتك حين عرفتك خوفا لم يخفه انسان لإنسان قط. والتى باحت لك بمكنون اسرارها وقلبها تتحدى فى ذلك الحب و البغض معاً. ثم اصبحت الان وهى لا تفكر إلا فيك و لا تفكر الإ بك و لا تفكر الإ اليك

No comments: