Saturday, May 23, 2009

الفتى العاشق اصبح رجلا



منذ التقته للمره الاولى رأت نفسها فى عيونه
كأنه لا يرى غيرها سواء كان معها أو لم يكن
فصورتها منعكسه دائما فى عيونه يمكن أن يراها أى شخص
حين ينظر إليه فيميز جيدا ذلك بعد ان أضائت بحبها قسمات وجهه
كما أضاء هو نفسها وكل ما حولها بحبه

لم يكن من المحبين الدائمى التواجد
فهو دائما منشغل بأعماله ومشاريعه ودراساته و طموحه الذى يلامس النجوم
ولم تكن أبدا تتذمر من ذلك ، بالعكس كانت تراه دائما ممسكا بيدها مصطحبا إياها معه فى كل ما يفعله
وإن لم تكن معه فعلا
كانت تشعر أنه حين يلامس بيده النجوم فانها تلامسها معه
فليس له دنيا غيرها فهى تعلم جيدا من داخلها بحاستها الانثويه التى ورثتها عن أمها حواء
كيف تستشعر فى فتاها أنها امرأته الوحيدة
وهى كانت تشعر بأنها فعلا كذلك
بل أنه لا يرى هناك أى انثى غيرها فى الدنيا وأنه قد فاز بتلك الانثى الوحيدة لنفسه
ويغبط نفسه كثيرا على هذا
وكانت هى على علم بكل هذا مما يجعل بريق عينيها يلمع فى فجر أنثى تعلم قدرها عند حبيبها

لكن الآن......ودون ان يكون هناك ما تغير تشعر بأن وهجه ناحيتها يهدأ بشكل غير مبرر
و إن كان الآن يجيد الحديث عن المشاعر.... يجيد الكلام المناسب.... يجيد احاديث الحب
لكن هناك شئ ينبؤها بان هناك ما تغير بداخله ....هناك ما يجعل هذا الهدوء ينتابهما
ومهما برر ذلك بأعماله الكثيره واشغاله المتناميه
لن يقنعها ابدا ان هذا هو السبب

تعلم انها ما تزال امرأته الوحيده لكنها تعلم أيضا ان هذا الذى يسكن بين ذراعيها حين يعود لها
ليس هوالفتى العاشق الذى رأته أول مره يهفو لمحادثتها
لم يعد ذلك الفتى العاشق الذى ترى قلبه كصفحه بيضاء تقرأ بها قصائد غرامه لها
ذلك الفتى أصبح رجلا متشبعا بثقته بنفسه وبحبها له وتاثيره الكبير عليها ايضا
فاصبح قلبه غامض لا ترى منه سوى الذى يود هو ان تراه

ذلك الدفء الذى بينهما مازال موجودا يحتضنهما دائما
لكن ايضا لا تزال تشعر ان هناك شئ تغير
لا تستطيع ان تتلفظ بأوصافه لكنها تشعر به جيدا
يضفى على قلبها مسحه من الشجن لا تعرف سبيل لإزالتها


Wednesday, May 20, 2009

تلك كانت فى العهود الغابره



انهت لتوها الحديث الهاتفى مع صديقتها التى كانت تواسيها على ما حدث
وهى جاهدت فى ان تقنعها ان ما حدث لم يكن شئ وانه مر بها بشكل
روتينى دون ان تتألم كثيرا
وانها مسئلة وقت ليس اكثر
بعد ان اغلقت الهاتف نظرت لوجهها فى المرآه
وادركت كم كانت كاذبه بأن شئ لم يكن
فهذا الوجه لم يكن ابدا تعلوه تلك القسمات الواجمه القاسيه
هذه العيون لم تكن الا بجر من الحنان والتفهم
لكن الان هذا البحر اصابه السقيع وتجمد كما تجمدت اعماق وجدانها
فهى لم تكن لتسمح ان ترقها الامها وغضبها
فكستهم بجليد المشاعر والعيون الذجاجيه

صدقت صديقتها حين قالت انها تفتقدها وان التى تحدثها انسانه لم تعرفها؟
وانه ما من عيب فى ان تفرج عن كل الشحنات السالبه التى احدثتها هذه التجربه؟

غير ان هى لا ترى ان من المناسب اطلاق صراح هذه الشحنات السالبه
فترى ان عليها اختزانها داخلها لكى تكون بها حواجز و اسوار
تمنع ذلك الاحمق المسمى قلبها بأن يطفو على السطح مره اخرى
فيجعلها تصدق الاكاذيب عن صدق المشاعر عن الاخلاص عن الثقه
وما هى الا مجرد كلمات لأفعال اندثرت وانمحى ذكرها و لا تستحق
إلا ان تكتب فى لوحات يحتفظ بها فى متاحف الانسانيه ويكتب تحتها

"تلك كانت فى العهود الغابره"؟