Wednesday, June 25, 2008

سنفترق


سنفترق
هكذا أخبرها في قسوة لم تحتملها رقتها الشديدة
اختنقت بالدموع وبصوت حزين أخبرته أنها ستموت بدونه
لكنه بدا متحجر القلب ولم تتحرك قسماته ولم يبد أي انفعال
لكلماتها
وتركها ومضى
مرت السنوات وتقابلا
اندهش
وجدها لم تمت

***************

كانت تجلس فى المقهى مع اصدقائها وجهها ينبض حيويه وعيونها تملئها الثقه
كانت تعرف مقدارها بين الحضور وأنها سيدة قلوب أصدقائها
تتبادل معهم النكات
فتنطلق منها ضحكة تستطيع ان تميزها برقتها وصفائها
كانت قد غابت عنها منذ زمن بعيد
شعرت بعيون تحدق فيها وكأنها تعرفها
فثبتت نظرها تتفرس عيون من هذه؟
وما أن عرفت حتى شحب وجهها وتلبد ذهنها بذكريات حزينة
عن يوم كانت فيه هذه العيون اشد قسوة من الصخر
يتذكر قلبها كيف كان لقائه الأخير معه
كيف كان بالكاد يخفق حينها

لكن الآن لا لن يحدث أن يعكر صفوها مرة أخرى فلن تهدر فرصتها في الحياة مرة أخرى في الغرق في بحر من الدمع على ذكريات كساها الغبار
استأذنت من أصدقائها و أخبرتهم أنها يجب ان تلقى التحية على أحدهم
وفي رشاقة قامت من مكانها ومشت في رقة وثقة متجهة إليه
وكأنها تثبت لنفسها انه لا يوجد شبح يخيفها حتى وجوده هو
علت على وجهه الدهشة وان كانت لا تغلب على القسوة المرتسمة عليه منذ زمن
ألقت عليه التحية بأسمه
اسمه الذي كان مجرد نطقها له متعه خاصة عندها
ولكن هذا تغير الآن فحروف اسمه تخرج من بين شفتيها الغضتان خاوية تماما من أي شئ
فبالنسبة لها هو لا يعنيها على الإطلاق الآن
فقد أخذ من تفكيرها أكثر مما يستحق
سألها عن حالها وكذلك هي فعلت
أخبرته أنها في افضل حال
ثم تركته لتعود لأصدقائها
كانت تقول في نفسها لعله يقول هاهي ما تزال على قد الحياة
ليتني أستطيع ان أجيبه قائلة
حين تركتني أدركت أنك لا تستحق حتى عناء النسيان
أنا لم أكن أبدا يوما في قلبك
وكذلك أدركت أنا انك لم تكن عندي غير وهم نسجته الظروف من حولي فظننت فيك اكثر مما تحتمل
فلما الموت اذن
لعلك بهجرك لى احييتنى من وهم كاد يقتلنى

*************

**تنويه**

الجزء الاول من البوست اخاص بـ احمد خير الدين مدونة ولاد النهارده

كان بوست بعنوان لم تمت

Tuesday, June 10, 2008

التقيا ليفترقا

التقيا ليفترقا
أو ليتفقا كيف سيكون الفراق بينهما

حالت الظروف ان تكتمل حكايتهما
رغم صدق المشاعر التي تغمرهما
رغم جدية الحب الذائب في قلبيهما

"لم يشأ القدر أن تكتمل حكايتهما بجملة " وتزوجا وعاشا في سعادة للأبد

تهاتفا أكثر من مره ليحددا موعدا للقاء
يلتقيان .. ليتفقا على الفراق

كلاهما متعادلان في العذاب
متعادلان في العجز عن تغير القدر
وأيضا متعادلان في القسوة التي تعرضا لها في محاولاتهما العابثة ليكتمل ما بينهما

ولكن لأنهما أيضا يتصفان بالعقل ، فقد اتفقا على ان الفراق هو الحل الهادئ الوحيد

حين يلتقيان
سيتحدثان قليلا
ثم يتصافحا بحيادية
ثم .. ليذهب كل منهما في طريقه

إذن .. هكذا سيكون سيناريو اللقاء
ولكن .. ليس هذا ما حدث أبدا

هي
انتظرته بهدوء في محطة القطار أعدت الكثير من الجمل الحيادية التي تنوي أن تلقيها في آلية على مسامعه
هذا ما ستفعله .. ولن يحدث أي شئ آخر

فهي إنسانة ناضجة
ويجب ان تتمتع بشيء من الاتزان الانفعالي
هكذا كانت تحدث نفسها وتؤكد على كل جملة كي لا تدع مجال لتلقائيتها

هو
يتطلع من شرفة القطار ليراها أطول فتره ممكنة قبل ان يواجهها
إنها لا تبدو كأول مره رآها فيها لامعة العيون مشرقة الوجه
تغير كل هذا
فوجهها يكسوه الحزن والإرهاق وعيونها غائمة بدموع ملبدة فيها منذ أيام

" يا إلهي ماذا فعلت بها .. يا للهى ماذا فعلت بنا الأيام " ردد هذا في نفسه بشيء من القهر

رأته أخيرا ينزل من القطار
قامت لتقابله
خطواتها ثقيلة
وبالكاد ينبض قلبها
تردد في نفسها " لن أبكي لن أبكي لن أبكي "

ولكنها دون ان تدرى كانت تذرف الدموع في صمت شديد
ما هذا .. إنها لا تبكى
إنها تنزف الدموع

مدت إليه يدها تصافحه .. لم يكد هو يلمس يدها حتى ضمها إلى صدره بقوه.. فهي إلى هذا الصدر تنتمي
في هذه اللحظة الخاطفة أراد ان يتوقف الزمن والدنيا
أراد ان يسجنها بين ذراعيه

ضمها للحظه فقط
للحظه شعرت فيها أنها فقدت عقلها وبعد وقت قليل ستفقد بلا شك هذا النابض بين ضلوعها
تحاشيا سويا أن تلتقي العيون .. تشابكت أيديهما ومشيا في صمت لأقرب مقهى

جلسا متقابلين
كان المكان يعج بالمسافرين والمستقبلين
لكنهما لم يشعرا أبدا بمن حولهما
فستائر الهم المسدلة حولهما أثقل من أن يتخللها ضجيج

لم يجرؤ ان يسألها عن حالها ..فما عساه ان يكون ؟
فاكتفى ان يسألها عما لا يخصها ..عن العمل والدراسة
وكذلك هي فعلت
أصواتهم كانت خالية تماما
كأنها تأتى من فراغ بئر عميق
صمتا
لكن الصمت كان أشد صخبا من الحديث السطحي الذي دار بينهما
قطعت هي هذا الصمت قائله " ان هذا هو القدر وهذا ما سيحدث ولا يجب ان نتجادل اكثر من ذلك " وكأنها تنهى الحديث الطويل الصامت بينهما

وافقها آسفا
واعتذر منها على ما لم يستطع أن يفعله وأحلته هي من عهوده لها
ثم عاد الصمت يرخى ستائره الثقيله بينهما

كانت في نفسها تصرخ تستنجد بالجنون من قسوة عقلها
أما هو فكان يسمع صراخها بوضوح
ليته يستطيع ان يحطم أسوار العقل بينهما
ليته يفعل
لكنه يعرف كما تعرف هي أيضا ان الجنون ليس بحل

وأن الحياة ليست خيال أديب عاشق يحرك أحداثها لإسعاد أبطاله
فالواقع هو أن تحياك الحياة
وليس أن تحيا أنت الحياة

نظرت في ساعتها فعلمت أنه حان الوقت لكي تودعه
فهي لا تستطيع ان تتحمل وطأة هذا اللقاء اكثر من ذلك

همت قائمه منهية اللقاء دون حديث
استجدتها عيونه على البقاء قليلا لكنها لم تفعل


فاحتضن يدها الصغيرة بين راحتيه مودعا

كانت تعلم هي ان هذه آخر مره ستشعر بدفء لمسته عليها

سحبت يديها منه برقه ونظرت إليه بعطف قائلة " لن أنساك فلا تنساني"

وغابت بين الزحام
**تحديث**

صمت يتبعه صمتــ،،ـ
رحيل يتعقبه رحيل
وضياع يقذف بهما الى الهاوية
هاويـة لابد منها
يظلا فيها يتذكران
يتذكران فقط...
ولا يملكا سوى الذكرى
../..\../..\../..\../..
وهكذا التقيا ليفترقا
*********************************
هذه الاضافه من صديقتى الرقيقه نوره

Thursday, June 5, 2008

العاصمه




قالت له إنها تخشى عليه كثيرا من القاهرة
فسوف تفسد ما بينهما هذه المدينة الضاغطة القاسية

لكنه أنكر ان يحدث هذا
فهما أقرب من ان يغيره عنها مجرد مدينه

غادرها ذهابا لهذه القاهرة الضاغطة الساهرة القاسية
كافح حتى لا يظهر لها ما فعلته به القاهرة
كيف أنها حفرت تغيراتها في جلده
كيف سكته هذه المدينة بسك العاصمة

لكنه في النهاية تغير كما توقعت
ليس هناك وقت للأشواق والأحاديث الباسمة الهادئة المطمئنة فدائما هناك ما يشغله عنها
نصف عقله في مكان آخر
لا ... بل اكثر من نصف عقله

نسى كيف انه اعتاد ان يضمها حين يذهب وحين يعود
فهو غالبا ما يتحدث على الهاتف وهو يغدو و يروح
لا ينهى المكالمة إلا عند جلوسه على الطعام

حتى هنا لا يكون ذهنه صافيا ليدرك أنها توقفت عن الطعام لتتأمل ملامحه في اشتياق ، فهنا فقط تستطيع أن تفعلها

في الصباح يكون دائما على عجلة من أمره
فلا تستطيع ان تنظر لتلك العيون التي طالما عشقتها

حتى في الليل حين يعود تكون قد أوشكت ان تخسر حربها مع النعاس في انتظاره

فهي منذ تزوجا لا تستطيع ان تنام في الليل دون ان تشعر بحرارة جسده بجوارها
و أن تغفوا عيونها على ابتسامته الهادئة

تلاشى كل هذا مع انشغاله الدائم في العمل
مع رغبته الجامحة في تحقيق كل شئ
كل شئ كما يقول من أجلها

و هي لا تريد سواه
لا تزال متشبثة في بقايا الذكريات الجميلة

قبل أن يذهب إلى عاصمه الآلات و الأتربة والغابات الأسمنتية

ليته ما فعلها